كتبته: غيداء جمعان
قبل أيام كان يوم ميلاد أبوان كفكرة وأعتز الآن بكونه واقع نعيشه كل يوم، بل وامتد عمله -بفضل الله- لأكثر من منصّة المحتوى. وفي خضم ذكريات بداية أبوان ومناقشة أسلوب العمل فيه انسلّت محاسن العمل في الطفولة المبكرة وأحببت تدوينها هنا..
مع إدراكي لحقيقة أن لكل عمل نصيبه من المردود الإيجابي على أنفس وعقول العاملين فيه؛ أجد العمل في الطفولة واسع وممتد الأثر على القائمين عليه. أستشعر دائمًا أنه فرصة فعليّة لإعادة تربية النفس؛ فعملية البحث والمراقبة تمنح الاستبصار بالمشكلات المتبقية من الطفولة وتخلق فرصة المواجهة والعلاج مجددًا ولعل هذه الخطوة تمثّل جسرًا للعبور بين الماضي والحاضر؛ لتضمن التصالح والاستمرار وبهما يُدعم التوجه أو النمط الذي يجعلنا نرغب في التحسين والتقدم دائمًا.
ومن جانب التنمية والتحسين يبدو العمل في هذا المجال وكأنه يدفع باستمرار لأن تختار أفضل الممارسات لتطبيقها مع من لايزال يحاول أن يفهم و يقرأ العالم من خلالك وعلى الجانب الآخر من هذه الفكرة فإنك بالحقيقة – وتبعًا لنمو هذا الصغير أمامك او مراقبتك له – تعطى امتياز الاطّلاع على نسخة أصيلة من الإنسان في صغره قبل أن يورّث بعض الأفكار والمعتقدات ويتشكل عليها.
في هذا المجال أيامك مليئة بالمغامرات، لا يمكن التنبؤ بكيف ستقضي اليوم مع الطفل أو كيف ستجري تجربتك وملاحظتك له فكل يوم مختلف وكل طفل فريد عن غيره . وتحظى الطفولة بقيم أحب أن أِشهدها فعن تواجد قيمة الأصالة -مثلًا- وفي تعريفها بما هو “غير مُبتذَل، ما يتَّسِم بالابتكار والطَّرافة” ستجدها في الطفولة دون أن تفتش عنها، ستتلقاك تلك المتع الصغيرة التي لم تنتبه لها كمصدر للبهجة لأول مره، وستتعجب من مزيج شخصيات لم تطابق مثله في البالغين حتى مع كثرة المرور على أعداد كبيرة ممن تخالطهم من الصغار؛ ستجد في كل مرة أنه هناك نمط وعمق من الاختلاف في الشخصيات لم تشهده من قبل. وربما لهذا أيضًا ستجد من خلالهم أنك تحقق أو تبحث وتتساءل عن شيء لم يخطر على عقلك البحث حوله.
ثم على مدى خطوات صغيرة متتابعة ستكون مساهمًا بصورة مستمرة مجدية في جعل حياة أحدهم أفضل مستقبلًا؛ ذلك أن السعي لها لحق بتتبع مرحلة الطفولة التي تشكل جزء هامًا من حياته فيما بعد.